مقال عن الإحصاء في التربية الخاصة  (1)

د/ عبدالباقي محمد عرفة سالم

لا أقصد بالإحصاء في هذه المقالة  العمليات الإحصائية والتحليل والتفسير والوصول للنتائج بقدر ما أقصد نسب وعدد فئات ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمعات العربية بالنسبة للإحصائيات العالمية بمعنى بسيط عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في كل دولة عربية ونسبة من يلتحق منهم بالمدارس ومراكز التدريب والمشافي والتوظيف وغيرها  وهل هذه الإعداد متفق عليها في الوزارات والجهات المختلفة مثل وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم ووزارة الشؤؤن الاجتماعية أم هناك اختلاف وتضارب واضح في البيانات الخاصة بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة بشقيها المعاقين والموهوبين ، وهل الدول العربية لديها إحصائيات وبيانات دقيقة عن كل فئة من فئات الإعاقة وعدد الملتحقين منهم بالمدارس والمراكز ونسبة من يتم تدريبهم وتعليمهم في كل دولة عربية بالنسبة للنسب والإحصائيات العالمية ، وأتناول كذلك النسب العالمية لكل فئة من فئات الإعاقة ومدى الاتفاق والاختلاف عليها وفق الدراسات والبحوث الدولية وهنا يظهر تعارض وتضارب في النسب العالمية لذوي الإعاقة ، وهذا ما أحاول تناوله في هذا الفصل وليس العملية الإحصائية كأساليب وطرق الإحصاء وهو ما يخص مناهج البحث والتحليل الإحصائي وإن كنت في هذا الفصل استخدمت بعض المصطلحات والمفاهيم التي تخص العملية الإحصائية بشكل عام لدراسة القضية الحالية
وأتناول هذه القضية لما يترتب عليها من مشكلات تربوية واجتماعية وعلمية واقتصادية في غاية الخطورة بسبب عدم دقة عدد فئات ذوي الاحتياجات الخاصة في معظم البلدان العربية إلا في بعض الدول التي تعد على أصابع اليد الواحدة ، وما يجب التأكيد عليه في هذه المقدمة أننا لا نبحث مشكلة الإحصاء في حد ذاتها ولكن فيما يترتب على هذه الإحصائيات من مراكز خدمات وبرامج تعليم وتدريب وتأهيل وعلاج وهنا تكمن المشكلة بشكل أساسي
 

تعريف الإحصاء بشكل عام
يقصد بعلم الإحصاء، الطريقة الإحصائية، وهي تلك الطريقة التي تمكن من:
·         جمع الحقائق عن الظواهر المختلفة في شكل قياسي،
·         تسجيل بيانات تلك الحقائق في جداول تلخيصية،
·         عرض بيانات تلك الجداول بيانيا وتحليلها بهدف معرفة اتجاهات هذه الظواهر والعلاقات فيما بينها.
أي أن علم الإحصاء يختص بالطريقة العملية لجمع وتنظيم وتلخيص وعرض وتحليل البيانات بهدف الوصول إلى نتائج مقبولة وقرارات على ضوء هذا التحليل. أي يمكن القول بإيجاز شديد أنه" علم استنباط الحقائق من الأرقام بأسلوب علمي وبطريقة علمية."
... "ويمكن تقسيم علم الإحصاء إلى قسمين وهما الإحصاء الوصفي والإحصاء التحليلي, وفرع الإحصاء الذي يهدف فقط إلى وصف وتحليل مجموعة معينة دون الوصول إلى نتائج أو استدلال خاص بالمجموعات الأكبر أو الأخرى فإنه يسمى بالإحصاء الوصفي، أما الإحصاء التحليلي فيهتم بعمليات التنبؤ والتقدير عن طريق استخدام جزء من المجموعة للوصول إلى قرار أو حكم عام يمكن تطبيقه على المجموعة كلها، ولذلك يعتمد في جزء كبير منه على نظرية الاحتمالات."
تعريف جلاطو جيلالي : "الإحصاء هو علم جمع وترتيب معلومات خاصة بظاهرة معينة وقياس الوقائع كأساس للاستقراء ".
تعريف جون جاك دراوزبيك : يعرف هذا العالم الإحصاء بأنه ذلك العلم الذي يشمل " مجموعة الطرق التي تهدف إلى معالجة المعطيات ..." ويقول عن موضوع علم الإحصاء: "يتعلق الأمر بمعرفة كيفية الحصول على تلك البيانات، معـرفة من أين يتم تجميعها وبأي شكل يكون ذلك التجميع."
تعريف دومنيك سلفاتور : " الإحصاء هو مجموع الطرق الرياضية المتعلقة بجمع، وعرض، وتحليل، واستخدام المعطيات الرقمية. هذه العمليات تمكن من استخلاص استنتاجات واتخاذ قرارات إزاء حالة عدم التأكد التي نواجهها في مجال الاقتصاد ومجال الأعمال أو في علوم اجتماعية وفيزيائية أخرى."
وعرفت الموسوعة الحرة الإحصاء بأنه " الإحصاء أحد فروع الرياضيات الهامة ذات التطبيقات الواسعة، يهتم علم الإحصاء بجمع وتلخيص وتمثيل وإيجاد استنتاجات من مجموعة البيانات المتوفرة، محاولا التغلب على مشاكل مثل عدم تجانس البيانات وتباعدها. كل هذا يجعله ذو أهمية تطبيقية واسعة في شتى مجالات العلوم من الفيزياء إلى العلوم الاجتماعية وحتى الإنسانية، كما يلعب دورا في السياسة والأعمال
ومن التعريفات منهج علمي لحصر الأشياء ونعني بحصر هنا  عد الأشياء وترتيبها ليسهل فهمها ومن ثم عرضها وتحليلها واكتشاف نمط التغيرات فيها 
يعرف الإحصاء، بأنه "هو طريقة علمية تستعمل في معالجة واستخلاص الاتجاهات الرقمية لبعض الظواهر العلمية أو الاجتماعية التي تتمثل في حالات أو مشاهدات متعددة" (عدس، 1987م، ص38).
        ويعرف الإحصاء أيضاً، بأنه العلم الذي يمد البحوث التربوية والنفسية بالأساليب الإحصائية المناسبة؛ لتحليل بياناتها (العنيزي، وآخرون، 1999م).
        كما يعرف الإحصاء، بأنه "العلم الذي يعني بجمع البيانات وتبويبها، وعرضها، وتحليلها، واستخراج النتائج والاستدلالات منها؛ بغرض اتخاذ قرارات" (ملحم، 2000م، ص147).
2 ـ خطوات الطريقة الإحصائية:
        تسير الطريقة الإحصائية في خطوات متتالية، هي: جمع البيانات الرقمية عن الظاهرة المراد دراستها، وتبويبها، وتفسيرها. وفيما يلي عرض لهذه الخطوات (عدس، 1987م).
أ ـ جمع البيانات الرقمية:
        إذا أراد الباحث التربوي دراسة ظاهرة معينة إحصائياً فعليه جمع البيانات الرقمية الضرورية عن الظاهرة بواسطة إحدى الطريقتين التاليتين:
-           أخذ البيانات الرقمية من المصادر الوثائقية، من مثل: مراكز البحوث، والمكتبات العامة والخاصة وغيرها من الجهات ذات الاختصاص.
-           جمعها من الميدان بواسطة أدوات معينة تناسب البحث وأهدافه. ويتم إعدادها وفق أسس علمية. وفي حالة الاستعانة بأفراد معاونين للباحث الرئيس يجب فحص البيانات التي جمعوعها؛ بغية التأكد من مناسبتها، وإذا شك الباحث فيها بعد فحصها فعليه إهمالها وعدم الأخذ بها.
ب ـ تبويب البيانات:
                يقصد بتبويب البيانات "تجميع البيانات الإحصائية الواردة في الاستمارات الإحصائية في صورة مجموعات متشابهة في صفحة واحدة أو أكثر بحيث يسهل استخلاص المعلومات اللازمة عن الظاهرة موضوع الدراسة" (ملحم ، 2000م، ص149).
        فبعدما يفرغ الباحث من جمع البيانات المطلوبة بواسطة أداة أو أكثر من أدوات البحث التربوي، يلجأ إلى عرض هذه البيانات باستخدام طريقة أو أكثر من الطرق التالية: (ملحم، 2000م).
-           عرض البيانات إنشائياً، وفيها يصف الباحث بياناته بجمل إنشائية توضح النتائج التي استخلصها منها.
-           عرض البيانات في صورة جداول إحصائية، وتعد هذه الطريقة أكثر طرق عرض البيانات شيوعاً في البحوث العلمية.
-           عرض البيانات في صورة رسم بياني مناسب، بحيث يتم توضيح مفردات البيانات على الرسم البياني، ويحاول الباحث اكتشاف العلاقة بينها بمجرد النظر إليها.
-           عرض البيانات ملخصة في صورة رقم أو نسبة باستخدام مقياس أو آخر من المقاييس الإحصائية المعروفة، من مثل: المتوسط الحسابي، أو الانحراف المعياري، أو معامل الارتباط.
جـ ـ تفسير البيانات:
                يقصد بالتفسير استخلاص دلالات البيانات الرقمية، وبالتالي اتخاذ القرارات المترتبة على هذه الدلالات.
                ويجب على الباحث أن ينظر إلى الدلالات أو الاستنتاجات على أنها تقريبية وليست دقيقة كل الدقة، ويجب على الباحث أيضاً أن لا يعتمد على البيانات الرقمية التي أمامه مجردة عن أي وضع آخر, بل عليه الأخذ في الاعتبار جميع الظروف المحيطة بالدراسة، وأخيراً يجب عليه أن يوضح إمكانية تعميم نتائج دراسته إلى حالات أوسع من الحالات التي قام بدراستها.
3 ـ ميادين الإحصاء التربوي:
                تتعدد ميادين الإحصاء، إذ يدخل في التخصصات الطبيعية، والتخصصات الإنسانية على حد سواء؛ وذلك لارتباطه الوثيق بهذه التخصصات، ويعد علم التربية بتخصصاته المتنوعة واحداً من العلوم الإنسانية. ومن ميادين الإحصاء التربوي: (عدس، 1987م)
-           ما يتعلق بأهداف التربية.
-           ما يتعلق بالسياسات والتشريعات التربوية.
-           ما يتعلق بالمعلم.
-           ما يتعلق بالطالب.
-           ما يتعلق بالمناهج المدرسية بمفهومها الواسع.
الإحصاء في التربية الخاصة

هي عملية يقوم بها فريق من المتخصصين في مجال الإحصاء والتعداد من خلال جمع المعلومات والبيانات المتعلقة بفئات التربية الخاصة بشقيها سواء ذوي الإعاقة أو ذوي الموهبة ومن خلالها يتم جمع الحقائق المتعلقة بفئات وأعداد ذوي الاحتياجات الخاصة ، وتسجيل تلك البيانات على شكل جداول إحصائية ، ثم عرض البيانات وتحليلها بهدف التعرف على الاتجاهات المختلفة في مجال التربية الخاصة 

نستكمل الإحصاء في مقال قادم إن شاء الله تعالى 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير أخلاقيات المهنة لدى معلم التربية الخاصة

الفرق بين القانون والأخلاق د/ عبدالباقي عرفة