مقاييس تشخيص الإعاقة العقلية في البيئة العربية

رغم أوجه النقد الكثيرة المقدمة لطرق وأساليب وأدوات تشخيص ذوي الإعاقة العربية في الدول العربية ومنها مصر ودول الخليج وغيرها من الدول العربية إلا أن هذه المقاييس ما زالت هي أهم المقاييس التي يتم الاعتماد عليها في تشخيص ذوي الإعاقة العقلية ، ومازالت الاستفادة من التقنية والتطبيقات الحديثة في عملية تشخيص ذوي الإعاقة العقلية محدودة للغاية ، ونأمل في المستقبل القريب أن تقوم بعض الجهات والمراكز العربية المتخصصة والمهتمة بعملية تشخيص المعاقين عقليًا بتقديم تطبيقات وأدوات تناسب البيئة العربية بشكل كامل بعيدًا عن التحيز العرقي والثقافي الموجود في كثير من المقاييس والتي يتم تعريبها وتهذيبها لتناسب البيئة العربية، وتوجه عملية القياس في المنطقة العربية مشكلات منها عدم الالتزام بالمعايير العالمية في تشخيص ذوي الإعاقة العقلية من ناحية الفريق المتخصص وطريقة تطبيق وتصحيح الاختبار ومن ناحية البيئة والوقت ومن ناحية مشاركة الأسرة ومن ناحية التكامل بين أعضاء الفريق في عملية التشخيص وعدم ترك مهام التشخيص لفرد واحد طبي أو نفسي وغيرها من قضايا ومشكلات التشخيص ومن أهم المقاييس . أ- مقياس ستانفورد بينية the standard binet intelligence scale يعتبر مقياس ستانفورد بينيه احد الاختبارات الذكاء التقليدية الفردية والأشهر على الإطلاق في تقييم وتشخيص ذوي الإعاقة العقلية، وظهر هذا المقياس عام 1905 على يد بينيه وسيمون في فرنسا . وتتكون عبارات الاختبارات من (30) فقرة متدرجة في الصعوبة وتغطي الفئات العمرية من 3 – 11 سنة، ولكن في عام 1916 جرى تطوير المقياس في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأمريكية على يد كل من تيرمان ويمريل ( terman & merril) وعرف من ذلك التاريخ باسم مقياس ستانفورد بينيه للذكاء ، نسبة إلى كل من بينية وجامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية ويهدف هذا المقياس إِلى قياس القدرة العقلية العامة للشخص المفحوص، ومن ثم تحديد موقعه على منحنى التوزيع الطبيعي للقدرات العقلية, وبعد مرور الاختبار بكثير من الانتقادات والتعديلات والتطوير أصبح يغطي الفئات العمرية من سن 2 اِلى سن 18 سنة بواقع ستة فقرات في كل فئة عمرية, ويقوم بتطبيقه اختصاصي في علم النفس, ويعتبر هذا الاختبار من الاختبارات الفردية المقننة ويعطي بعد تطبيقه درجة تمثل العمر العقلي وأخرى تمثل نسبة الذكاء .ويواجه هذا الاختبار في تطبيقه الكثير من المشكلات حيث أحيانًا يقوم بتطبيقه من هو غير متخصص في المقاييس والاختبارات والتي يفترض أن يكون حاصلاً على درجة الماجستير في هذا الميدان ، بالإضافة الى مشكلات في طريقة التصحيح ووقت التصحيح ومشكلات في البيئة الفيزيائية المناسبة وحالة الطفل الانفعالية وغيرها ، وتم تعريب الاختبار في كثير من الدول العربية حتى يتناسب مع ثقافة المجتمع ب-مقاييس وكسلر للذكاء تعتبر مقاييس وكسلر للذكاء من مقاييس القدرة العقلية المعروفة في مجال التربية وعلم النفس . ولقد ظهرت هذه المقاييس نتيجة للانتقادات المتعددة التي وجهت إلى مقياس ستانفورد بينيه للذكاء من حيث الأسس النظرية التي بني عليها ومن حيث صدقه و إجراءات تطبيقه وتصحيحه ، وعلى ذلك ظهرت مقاييس وكسلر المعروفة للذكاء ، وهي 1-مقياس وكسلر لذكاء الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة (1963 ، 1967) 2-مقياس وكسلر لذكاء الأطفال (1949 ،1974 ،1991 ) 3-مقياس وكسلر لذكاء الكبار ( وتستغرق عملية تطبيق المقاس من 30 دقيقة إلى 90 دقيقة . وتهدف مقاييس وكسلر للذكاء إلى قياس وتشخيص القدرة العقلية للمفحوص ومن ثم تحديد موقعه على منحى التوزيع الطبيعي للقدرة العقلية . ويصلح مقياس وكسلر لذكاء الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة ( WPPSI )للفئات العمرية من 4 إلى 6.5 سنة ، في حين يصلح مقياس وكسلر لذكاء الأطفال ( WISC ) للفئات العمرية من 6 إلى 17 سنة ، أما مقياس وكسلر لذكاء الكبار ( WAIS ) فيصلح للفئات العمرية من 16 سنة فما فوق ، نتائجه وتفسيرها ، حيث يصلح المفحوص فيه على ثلاث نسب ذكاء ، متوسطها 100 وانحرافها المعياري 15 باستثناء الطبعة الثالثة من الوسك والتي يطلق وسك 3 حيث انحرافها المعياري 10 وهي نسبة الذكاء اللفظي ، ونسبة الذكاء الأدائي ، ونسبة الذكاء الكلي . وتعتبر مقاييس وكسلر للذكاء من المقاييس الفردية المتقنة حيث يستغرق الوقت اللازم لتطبيقها من 50 -75 دقيقة. ونفس الأمر يواجه الاختبارات الكثير من المشكلات في طريقة تطبيقه، ويفضل أن يتم تطبيق الاختبارات من خلال مراكز متخصصة ومن خلال فريق متخصص في القياس ومن تخصصات مختلفة يتم فيها النهج التكاملي في التشخيص من حيث الأخصائي النفسي والطبي والإخصائي الاجتماعي والتربوي وأولياء الأمور ، ولكن في بعض المناطق العربية يقوم شخص واحد بعملية التشخيص مما يترتب عليها مشكلات كبيرة وخاصة في القياسات السيكومترية ج-مقياس جود انف ـ هاريس للرسم يعتبر هذا المقياس من المقاييس المصنفة ضمن مقاييس القدرة العقلية.وقد يصنف ضمن مقاييس الشخصية كأحد الاختبارات الاسقاطية (projective test) وقد ظهر هذا المقياس عام 1926 باسم اختبار رسم الرجل draw a man test ثم روجع وطور من قبل هاريس في عام 1963 وأصبح منذ ذلك الوقت وحتى الوقت الحاضر يعرف باسم مقياس جود انف هاريس للرسم . ويهدف هذا المقياس إلى قياس وتشخيص القدرة العقلية والسمات الشخصية للمفحوصين من سن3-15سنة ,حيث يعتبر هذا المقياس من المقاييس الذكاء غير اللفظية (الأدائية) المتقنة والتي تطبق بطريقة فردية أو جماعية, ويعطي هذا الاختبار بعد تطبيقه درجة خام تحول إلى درجة معيارية ثم إلى نسبة الذكاء,ويستغرق تطبيق الاختبار من ذ0-ذ5دقيقة والوقت اللازم لتصحيحه وتفسيره يتراوح من 10-15دقيقة ويتمتع المقياس بدلالات صدق (صدق البناء والصدق التلازمي) وبدلالات ثابتة و طريقة الصور المكافئة عالية . د- مقياس مكارثي للقدرة العقلية للأطفال يهدف هذا إلى قياس الذكاء العام لدى الأطفال , وبخاصة لدى الأطفال الذين يحتمل أن يكونوا من فئة ذوي صعوبات التعلم , ويتألف هذا المقياس من ستة مقاييس أساسية هي : 1- القياس اللفظي وعدد فقراته (5) فقرات . 2- المقياس الأدائي الإدراكي وعدد فقراته (7) فقرات . 3- المقياس الكمي وعدد فقراته (3) فقرات . 4- المقياس الحركي وعدد فقراته (3) فقرات. 5- المقياس التذكر وعدد فقراته (4) فقرات مكررة. 6- المقياس المعرفي العام وعدد فقراته (15) فقرة مكررة. ويصلح هذا المقياس للفئات العمرية من 2.5 – 8.5 سنة .ويعطي المقياس بعد تطبيقه ثلاث درجات تمثل العمر العقلي والدرجة المعيارية والدرجة المئينية .والوقت اللازم لتطبيقه فهو ساعة تقريباً , أما الوقت اللازم لتصحيحه فهو (30) دقيقة 2- مقاييس السلوك التكيفي الاجتماعي : ظهرت العديد من مقاييس لسلوك التكيفي , والتي تعبر عن البعد الاجتماعي في تعريف الإعاقة العقلية , منها مقياس السلوك ألتكلفي للجمعية الأمريكية للتخلف العقلي ومقياس فينلاند للنضج الاجتماعي لمؤلفه دول (Doll) ومقياس كين وليفين وفيما يلي تعريف ببعض تلك لمقاييس . الصورة العربية لمقياس فينلاند للسلوك التكيفي هي تلك الصورة العربية (الصورة المسحية) لمقياس فيلاند للسلوك التكيفي Vineland Adaqtive Behavior Scale والذي قام العتيبي بترجمته إلى اللغة العربية من النسخة الأصلية التي قام بإعدادها كل من سبارو وبالا وسيكشف عام 1984 تتألف هذه الصور من أبعاد رئيسية ، يندرج تحتها احد عشر بعداً فرعياً ، وتشمل جوانب الحياة المختلفة : كمهارات التواصل ، والحياة اليومية ، والتنشئة الاجتماعية ، والمهارات الحركية ، ومهارات السلوك غير التكيفي . ويمكن تحديد أهم مميزات مقياس فينلاند للسلوك التكيفي مقارنة بالمقياس الأخر يما يلي 1- قدرة المقياس على التميز بين أداء الأفراد على المستويات المختلفة للقياس . 2- قدرة المقياس على إعطاء دلالة صادقة للعينات ، من خلال اتساق نوع الإعاقة التي لدى أفرادها مع الأمراض المصابين بها . 3- قدرة المقياس على تحديد درجة وشدة الإعاقة نفسها . 4- إمكانية استخدامه بدءاً من سن الميلاد ، حتى سن الثامنة عشر . 5-تضمين و دمج بنود تمثل الجوانب المختلفة لمهارات السلوك التكيفي . 6-إن تطوير و تنقيح هذا المقياس يستند الى أكثر من عقدين من الزمن مع تطبيقه على (3000) فرد من مختلف الأعمار . المقياس في صورته الاولى و صورته الحالية:- ظهر المقياس في صورته الأولى تحت اسم مقياس فينلاند للنضج الاجتماعي , صممه ادخار دول عام 1935م دون معايير.ونشرت النسخة الأخيرة منه عام 1953م و أعيد طبعها عام 1965. وقد ظهر كمقياس مقنن للنمو يقيس المهارات الاجتماعية,ويغطي الفئة من الميلاد حتى البلوغ.ويشتمل المقياس على 117 فقرة مرتبة في شكل مقياس نقطي (point scale) ومقياس عمري (age scale). يحتوي المقياس على ثماني مجموعات من أنواع السلوك الاجتماعي و تشمل:- العناية بالذات,ارتداء الملابس,تناول الطعام,مهارات التواصل ,التوجيه الذاتي,المهارات الحركية,التنشئة الاجتماعية,المهارات المهنية. يحتوي على ثلاثة صور هي : 1. صورة المقابلة الشخصية(النسخة الموسعة) و تحتوي على 577 بنداً . 2. صورة المقابلة الشخصية (النسخة المسحية) تحتوي على 297 بنداً . 3. الصورة المدرسية و تحتوي على 244 بنداً. تشتمل كل صورة من الصور الثلاث على أربعة مجالات هي :- التواصل, مهارات الحياة اليومية , التنشئة الاجتماعية , والمهارات الحركية . وتشمل الصورة الموسعة و الصورة المسحية أيضا مجال السلوك غير التكيفي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير أخلاقيات المهنة لدى معلم التربية الخاصة

الفرق بين القانون والأخلاق د/ عبدالباقي عرفة