إحتياجات المعاق وأسرته من كتاب التوعية بقضايا الإعاقة د/ عبدالباقي عرفة


قبل الحديث عن حاجات المعاق وأسرته نتناول  خصائص الحاجات ومنها :

1-  من الخصائص المميزة للحاجات أنها لا نهائية إي أن الإنسان كلما سعي لإشباع حاجات ظهرت له حاجات جديدة ومتعددة وفق تطور الحياة ومتطلبات العصر وحاجات الإنسان المعاق كذلك فكل يوم يظهر العديد والعديد من المستجدات والابتكارات التي تخفف من آلام الإعاقة ويحتاج إليها الإنسان المعاق. وكلما أشبع الإنسان رغباته ظهرت له بعد وقت قليل الشعور بالحاجة مثل الطعام والشراب والنوم وغير ذلك ولذلك صور العلماء حاجات الإنسان كالذي يسعي نحو هدف متحرك .
2-  الحاجات متجددة كما ذكرت سابقًا والتطور والتحديث يجدد دائمًا في الحاجات
3-  الحاجات متنوعة فهناك الحاجات المادية الجسدية والحاجات الحسية والحاجات النفسية وغيرها .
4-  تختلف الحاجات باختلاف الأفراد والأمزجة والإعاقات فالمعاق بصريا له حاجات ومتطلبات تختلف عن الإعاقة الحركية والسمعية وهكذا.
5-  تتنوع الحاجات فمنها الحاجات الأساسية الأولية البيولوجية التي لاغني لجميع البشر عناه العديد من هذه الحاجات الأساسية للحياة يشترك فيها الأسان وحتى سائر الكائنات الحية مثل الطعام والشراب والراحة والهواء وغيرها
6-  تدرج الحاجات ويشرح ذلك ماسلو فيقول إن الإنسان لا يهتم بإشباع الحاجات التي تقع علي مستوي عال في الترتيب إلا بعد أن يكون قد أشبع الحاجة التي يكون  ترتيبها علي المستوي الأدنى فعلي سبيل المثال لن يبحث الإنسان عن إشباع حاجته إلي الأمن إلا عندما يكون قد أشبع حاجاته الفسيولوجية مثل الحاجة إلي الهواء والماء والشراب .( أسماء سراج الدين ،تأهيل المعاقين ،2009،ص49)
7-  تختلف حاجات الإنسان باختلاف مراحل النمو فحاجات الطفل تختلف عن المراهق و تختلف عن المسن .
8-  تختلف الحاجات باختلاف المجتمعات والعادات والتقاليد فحاجات المجتمع العربي تختلف عن المجتمع الأمريكي وحاجات الإنسان الذي يعيش في البادية تختلف عن حاجات الإنسان الذي يعيش في المناطق الحضرية .
وفي الصفحات التالية نتناول احتياجات الطفل المعاق وأسرته بشيء من التفصيل:

 أولَا – الاحتياجات الرئيسية لأسر الأطفال المعوقين

  في البداية يجب أن نعلم أن الغالبية العظمي من الأسر لا تتوقع حدوث إعاقة بين أبنائهم والذي يتوقع حدوث إعاقة لأبنائه لا يكون لديه أي استعدادات لمواجهة التحديات التي تنجم عن  إعاقة الطفل، والواقع أن قدوم طفل معوق لا يفرض علي الأسرة أن تتصدي للتحديات التي ينطوي عليها إنجاب أي طفل جديد للأسرة فحسب ولكنه يفرض تحديات إضافية خاصة ترتبط بالمشكلات والصعوبات الناتجة عن كون الطفل معوقًا، ولذ فإن الأسرة التي لديها طفل معوق لديها حاجات عامة وحاجات خاصة  يفترض علي الذين يتصدرون لعلاج وتأهيل وتدريب ورعاية المعاقين أن يكونوا علي علم بها ، ونحن نتحدث علي موضوع في غاية الأهمية وهو دور المجتمع في مواجهة قضايا ومشكلات الإعاقة يجب أن يتعرف المجتمع علي هذه الحاجات بالتفصيل ومنها الحاجات العامة التي ذكرها جمال الخطيب ومنها :
1-  الحاجة إلي المعلومات الكافية والصحيحة حول حالة الطفل .
2- الحاجة إلي الثقة بالقائمين علي العناية بالطفل .
3- الحاجة إلي احترام الآخرين لها وللجهود التي تبذلها .
4-   الحاجة إلي الإرشاد فيما يتعلق بالطرق الصحيحة للتعامل مع الطفل وتنشئته .
5- الحاجة إلي الإحالة إلي الجهات المناسبة .
ويمكن تقسيم حاجات أسر ذوي الاحتياجات الخاصة  إلي  مايلي :
1-  الحاجة إلي المعلومات 
والحاجة إلي المعلومات من الحاجات الضرورية والملحة والتي لا يشعر بأهميتها  إلا من ابتلي بإعاقة لأحد أبنائه أو أصيب بمرض عضال ويبحث عن طرق علاجه وأساليب الوقاية منه حتى لا يتكرر هذا المرض لدي عزيز عليه ويحتاج أولياء أمور المعاقين إلي:
-         فهم حالة الطفل بصورة أعمق وبكل التفاصيل الدقيقة
-         معرفة ما يجب توقعه في المستقبل بالنسبة للطفل
-         معرفة معلومات تتعلق باحتياجات الطفل وكيفية مساعدته في إشباعها
-         معرفة معلومات تتعلق بمراحل نمو الطفل المعاق
-         معرفة معلومات تتعلق بالخدمات والمساعدات التي يوفرها المجتمع وكيفية الحصول عليها
-         معرفة معلومات تتعلق بكيفية التعامل مع الأطفال المعاقين
-         معرفة معلومات تتعلق بكيفية إكساب الطفل المهارات والمفاهيم الأساسية للحياة
-         معرفة طرق وأساليب وقاية الطفل من المخاطر التي يتعرض لها في حياته
   2  الحاجة إلي الدعم
     تحتاج أسر المعاقين للدعم من قبل المهنيين والأخصائيين والأسر التي لديها مشكلات مماثلة ويمكن أن تكون مصادر الدعم إما رسمية كالأخصائيين والمهنيين واللجان الحكومية والمراكز المتخصصة  أو  مصادر دعم غير رسمية كالأقارب والجيران والأصدقاء وزملاء العمل وغيرها .
    3-  الحاجات الاجتماعية :
      من الضروري مساعدة الوالدين في التفاعل الاجتماعي والعمل علي توفير خدمات المعاقين داخل أماكن إقامتهم  ، ومساندة المجتمع المحلي لهما ، ودائما ما يشر الفرد بأهمية المجتمع ودورة في  تقديم الدعم عند مساعدة علي تخطي الأزمات والعقبات.
    4-  الحاجات الاقتصادية
    توفير  فرصة عمل مناسبة لأولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة من حيث الدخل المناسب وظروف العمل الملائمة   من حيث المكان  وساعات العمل وغيرها
   5-  الحاجات الترفيهية والترويحية التي تخفف من آ لم الإعاقة

وهناك العديد والعديد من الحاجات التي يحتاج إليها المعاق ويجب علي المجتمع ممثل في مؤسساته وهيئاته أن يسعي لإشباع هذه الحاجات ، وهناك حاجات يشترك فيها المعاق مع العادي وحاجات يحتاج إليها الشخص المعاق يختلف فيها عن الإنسان العادي وذلك بسبب إعاقته ، وقبل الحديث عن الحاجات التي يحتاج غليها المعاق نوضح أولًا المقصود بالحاجة ، وهناك العديد من التعريفات حول تعريف الحاجة وإن كانت جميع هذه التعريفات تصل في النهاية إلي معني واحد ومن ،أهم  هذه التعريفات الحاجة ، هي شعور بالحرمان يلح علي الإنسان مما يدفعه لإشباع هذا الشعور ،أو هي حاله نفسية تنتاب الإنسان مما تتطلب منه السعي للقيام بالقضاء علي هذه الحالة ،ويمكن تعريفها كذلك بأنها كل ما يحتاجه الفرد ويتطلبه من أجل الحفاظ علي حياته وصحته ،والحاجة هي وضع طبيعي وميل فطري يدفع الإنسان للقيام بما يشبع حاجاته ويحقق رغباته ،والحاجة رغبه ضرورية للحفاظ علي تفاعل الإنسان وبقائه في المجتمع .

ثانيًا :حاجات المعاق:
 
ولا تختلف حاجات المعاق عن الشخص العادي إلا في  بعض الأمور ، منها  الوسائل التي يستخدمها في علاج القصور أو الخلل الذي آلم به نتيجة الإعاقة ، ومن الحاجات التي يحتاج إليه المعاق ما يلي:
 حاجات فردية  تتمثل فيما يلي :
1-   حاجات بدنية مثل استعادة اللياقة البدنية وتوفير الأجهزة التعويضية  والوسائل المساعدة  والمعينات .
2-    حاجات إرشادية مثل الاهتمام بالعوامل النفسية والمساعدة علي التكيف وتنمية الشخصية
3-    حاجات  تعليمية مثل إفساح فرص التعليم المتكافئ لمن هم في سن التعليم مع الاهتمام بتعليم الكبار
4-    حاجات تدريبية مثل فتح مجالات التدريب تبعًا لمستوي المهارات وبقصد الإعداد المهني للعمل المناسب.
5-   حاجات تأهيلية مثل الحاجة إلي التأهيل النفسي والتربوي والاجتماعي والطبي والتدريب وغيرها
 حاجات اجتماعية : وتتمثل في .
1- علاقية مثل توثيق صلات  المعاق بالمجتمع  وتبديل نظرة المجتمع السلبية  إليه.
2-  تدعيميه مثل الخدمات المساعدة التربوية والمادية واستمارات الانتقال والاتصال والإعفاءات الضريبية والجمركية .
3-  ثقافية مثل توفير الأدوات والوسائل الثقافية ومجالات المعرفة .
4- أسرية مثل تمكين المعاق من الحياة الأسرية الصحيحة
 حاجات مهنية وتتمثل في :
1-  توجيهية مثل تهيئة سبل التوجيه المهني مبكرًا والاستمرار فيه إلي حين انتهاء عملية التوعية والتأهيل
2-  تشريعية مثل  إصدار التشريعات في محيط تشغيل المعاقين وتسهيل حياتهم .
3-  محمية مثل إنشاء المصانع المحمية من المنافسة لفئات من المعاقين يتعذر إيجاد عمل لهم مع الأسوياء .
4-  اندماجية مثل توفير فرص الاحتكاك والتفاعل المتكافئ مع بقية المواطنين جنبًا إلي جنب . هذا ومن المعلوم أن مسئولية إشباع حاجات المعاقين مسئولية مشتركة بين المعاق، والأسرة ،والأقارب. والجيران، والجمعيات.(أسماء سراج الدين ، ص53)
مسئولية مشتركة بين الجميع وتضامنية بين المؤسسات والهيئات وإن كان دور المؤسسات الرسمية تتحمل العبء الأكبر في ذلك لما تملكه من ميزانيات ومنشئات وموارد بشرية ومادية قادرة علي توفير حاجات المعاقين إلي حد ما ويجب لا نغفل دور مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني .
ومن الحاجات الخاصة بالأفراد المعوقين والتي ذكرها( السرطاوي والصمدي 2010  :ص304)
1-  الحاجة إلي الخدمات وتشمل  الصحية المختلفة والخدمات الطبية المساندة كالعلاج الفيزيائي والعلاج بالعمل لبعض الإعاقات الجسمية الحاجة إلي التعديلات والتسهيلات البيئية المختلفة والمداخل والممرات والحمامات وتوفير المصاعد وأماكن وقوف السيارات وتعديل السيارات بما يتناسب والإعاقة .
2-  الحاجة إلي توفير الأدوات والأجهزة المساعدة الضرورية للتنقل أو التأهيل مثل الكرسي المتحرك وعكاكيز المشي ، وأجهزة التقويم والأطراف الصناعية ، والمعينات السمعية والبصرية وغيرها مما يحتاج إلية المعاق.
3-  الحاجة إلي الأدوات والأجهزة التعليمية اللازمة لعملية التواصل والتعلم الأنسب للوسائل والأدوات المساعدة .
4-  الحاجة إلي خدمات التأهيل المهني والتهيئة المهنية بما يتناسب وطبيعة الاعاقة .
5-  الحاجة إلي الدعم النفسي عن طريق توفير خدمات الإرشاد النفسي وتقبل الاعاقة  والعمل علي تطوير قدرات الفرد المعوق .
6-  الحاجة إلي الدعم الاجتماعي وتعديل الاتجاهات السلبية في المجتمع نحو المعوقين
7-  الحاجة إلي الدمج في المجتمع الذي يعيش فيه المعوقون وتقديم الخدمات التربوية والعلاجية والتأهيلية ضمن الإطار المجتمعي مع أقرانهم من غير المعوقين .
8-  الحاجة إلي العمل والاستقلالية والالتحاق بالمهن التي تناسبهم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير أخلاقيات المهنة لدى معلم التربية الخاصة

الفرق بين القانون والأخلاق د/ عبدالباقي عرفة