التدخل المبكر


مفهوم التدخل المبكر

هو نظام متكامل من الخدمات التربوية والعلاجية والوقائية تقدم للأطفال منذ الولادة وحتى سن 6 سنوات ممن لديهم احتياجات خاصة إنمائية وتربوية والمعرضين لخطر الإعاقة لأسباب متعددة .
 ماهية التدخل المبكر
يشمل التدخل المبكر الأطفال منذ الولادة حتى سن المدرسة ، لأن الأطفال يعتمدون على والديهم لتلبية حاجاتهم ، وهكذا يركز التدخل المبكر على تطوير مهارات أولياء الأمور على مساعدة الأطفال على النمو والتعلم
 لذلك لا بد من تشكيل فريق من الاختصاصات المختلفة للعمل على تلبية هذه الحاجات قدر الإمكان ، ولأن الأطفال الذين لديهم تأخر أو إعاقة تكون لديهم خصائص متعددة ومعقدة وهم وعائلاتهم يصعب تفهمها وجد التدخل المبكر 

وعرف  التدخل المبكر بأنه : و عبارة عن نظام دعم أو مساعدة للأطفال ذوي الإعاقات أو من لديهم تأخر في النمو ولأسرهم. وتتمثل مهمة التدخل في مرحلة الطفولة المبكرة في ضمان أن الأسر التي لديها أطفال تتراوح أعمارهم من سن الولادة إلى ثلاث سنوات، وقد تم تشخيص وجود لديهم إعاقات أو تأخر في النمو أو معرضون لخطر حقيقي من حدوث تأخر كبير، تتلقى الموارد والدعم التي تساعدهم في تحقيق أقصى قدر من تنمية أطفالهم مع احترام تنوع العائلات والمجتمعات 
 DHS: Early Intervention نسخة محفوظة 14 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.) 






أهمية التدخل المبكر

 تنبع أهمية التدخل المبكر من أهمية المراحل العمرية الأولى للطفل حيث تكون اللبنة الأولى في تشكيل بناء الطفل. ولأهمية التدخل المبكر بينت دراسات ( لوثر هامر ) التي أجريت على الأطفال المعوقين في سنوات حياتهم المبكرة في ( ألمانيا ) أن لبرامج التدخل المبكر فاعلية كبرى في إصلاح الانحرافات الإنمائية الممكنة لديهم ، وكونهم في مراحل العمر الأولى لنموهم ، كما أن تطبيق مختلف البرامج العلاجية وربطها بالبرامج التربوية فور حصول الإصابة بالإعاقة يعطي نتائج باهرة ، وهذا يؤكد الأهمية الكبرى لتوفير برامج تربوية متخصصة للأطفال قبل وصولهم إلى مرحلة التعليم الابتدائي.

 مبررات التدخل المبكر :

-  يعتبر التعليم في سن ما قبل المدرسة أسهل وأسرع من التعليم في أي مرحلة عمرية .
 -  يتبع الأطفال المتأخرين في النمو نفس مسار النمو الطبيعي مع انه في العادة لا يكون على مستوى الأداء الوظيفي.
-  حتى يكون لأسر الأطفال المعوقين قواعد ثابتة عن كيفية تنشئة أطفالهم حتى يتجنبوا الوقوع في مشاكل مستقبلية.
-  التأخر ألنمائي في السنوات الخمس الأولى قد يكون من بين الأسباب الرئيسة لاحتمالات ظهور سلبيات تستمر مدى الحياة .
- تقع مسؤولية غرس المبادئ والمهارات باختلاف أنواعها على عاتق الوالدين 

لماذا التدخل المبـــكر ؟   

-   بعد 17 عاماً من البحث عن كيفية اكتساب الإنسان لقدراته ، أصبحت مقتنعاً تماماً بأن علينا إعطاء السنوات الأولى من العمر جل اهتمامنا . فالدراسات التي أجريتها شخصياً والتي أجراها آخرون عديدو بينت أن السنتين الأولى والثانية أهم بكثير مما كنا نعتقد في الماضي . فبالأنشطة الحياتية اليومية البسيطة التي يقومون بها ، يشكل الأطفال اليافعين الأسس لكل نموهم المستقبلي (White, 1975)
-  لقد بينت البحوث العلمية أن التدخل المبكر يساعد الأطفال ، فهو يخفف تأثيرات حالة الإعاقة وهو يحقق ذلك أسرع من التدخل المتأخر . ( Hayden , 1997 ) .
-
إن النمو المبكر يزود الأطفال بأساس متين للتعلم في المدرسة الابتدائية وللعطاء الاجتماعي البناء في المراحل العمرية اللاحقة . ( Evans & Myers , 1994 )
-إن برامج الطفولة المبكرة التي تقوم على فهم مبادئ النمو الإنساني ضمانة للنمو المستقبلي للمجتمع بأسره . ( Hohmann , 1991 ) .
-   إن الجدوى الاقتصادية لبرامج التدخل المبكر أفضل بكثير من التدخل المتأخر ( Hayden , 1997 ) )
-   لعل أهم انجازات ميدان الطفولة في العقد الماضي هو الإيضاح المتكرر لإمكانية دمج الأطفال المعوقين مع الأطفال العاديين بنجاح . فالقضية المطروحة في الوقت الراهن ليست قضية إمكانية أو جدوى برامج الدمج في مرحلة ما قبل المدرسة بل كيفية تصميم هذه البرامج لتحقيق الفائدة القصوى . ( Guralnik , 1990 )
 مراحل تطور برامج التدخل المبكر
تطورت برامج التدخل المبكر عبر ثلاث مراحل رئيسة وهي :
 المرحلة الأولى:
كان التدخل المبكر يركز على تزويد الأطفال الرضع المعوقين بالخدمات العلاجية وبالنشاطات التي تستهدف توفير الإثارة الحسية لهم .
 المرحلة الثانية:
أصبح التدخل المبكر يهتم بدور الوالدين كمعالجين مساعدين أو كمعلمين لأطفالهم المعوقين .
المرحلة الثالثة:
أصبح جل الاهتمام ينصب على النظام الأسري بوصفه المحتوى الاجتماعي الأكبر أثرا على نمو الطفل ، فقد أصبح دعم الأسرة وتدريبها وإرشادها الهدف الأكثر أهمية .
أهم برامج التدخل المبكر وأهم عناصره:

 -  الخدمات التي تقدم في المنزل :
وتهدف إلى تدريب الوالدين على كيفية التعامل مع الأطفال المعوقين وتعليمهم المهارات الضرورية ضمن البيئة المنزلية ، مثال ذلك برنامج البورتج .
-
الخدمات التي تقدم في المراكز :
وقد تكون هذه المراكز مستشفيات أو مراكز خاصة يمضي الأطفال في هذه المراكز من(  3 ـ 5 ) ساعات يومياً ويتم تدريبهم على مختلف المجالات .
-  برامج الدمج:
ويقصد به الدمج بين الخدمات التي تقدم في المنازل والمقدمة في المراكز من اجل تلبية حاجات الأطفال وأسرهم بمرونة أكثر
 -  برنامج التدخل من خلال وسائل الإعلام:
ويتم من خلال وسائل استخدام وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة لتدريب أولياء الأمور على كيفية التعامل مع أطفالهم الصغار.
تقييم أثر وفاعلية التدخل المبكر
يجب أن يشمل أي برنامج للتدخل المبكر للمعوقين عقلياً  علي سبيل المثال على الجوانب التالية:
1- - الطفل:
من أكثر المقاييس المستخدمة في تقييم الطفل هي نسبة الذكاء ويكون ذلك من خلال الاختبارات المتوفرة ، ويمكن اعتبار نسبة الذكاء واحدة من أهم الأمور لتقييم البرامج بالنسبة للطفل ولكنها ليست الوحيدة.
2- - الكفاءة الاجتماعية:
الهدف الحقيقي لأي برنامج من برامج التدخل المبكر ، هو الكفاءة الاجتماعية لدى الأفراد ، ويتعلق بدرجة نجاح الطفل في أداء المهمات الاجتماعية وأماله ، وتوقعاته ، ومن بين المجالات التي تعتبر من النتائج الهامة لبرامج التدخل المبكر والتي يمكن قياسها بسهولة ما يلي : ( صحة الطفل ، المعرفة والإدراك ، والتحصيل الأكاديمي ، وتطور الشخصية ، والدافعية )
3- الأسرة :
تلعب الأسرة دور كبير من خلال المشاركة في برامج التدخل المبكر ، ولا بد من تعميم آثار البرامج على العائلة ، وتشير الدراسات أن برامج التدخل المبكر لها آثار هامة على أمهات الأطفال المصابين أو المعرضين لخطر الإعاقة العقلية بسبب مشاركة أطفالهم في برامج التدخل المبكر . ( أشرف عثمان ،موقع أطفال الخليج ،2010)

ما  يمكن أن يوفره التدخل المبكر:


  • خدمات وأجهزة تكنولوجيا مساعدة- المعدات والخدمات التي يتم استخدامها لتحسين أو الحفاظ على قدرات الطفل في المشاركة في أنشطة مثل اللعب والتواصل والأكل أو التحرك.
  • السمع- تحديد وتوفير الخدمات للأطفال فاقدي السمع والوقاية من فقدان حاسة السمع.
  • تدريب الأسرة- الخدمات المقدمة من قبل موظفين مؤهلين لمساعدة الأسرة في فهم الاحتياجات الخاصة للطفل وتعزيز نمو الطفل.
  • الخدمات الطبية- فقط لأغراض التشخيص أو التقييم.
  • خدمات التمريض- تقييم الحالة الصحية للطفل بغرض تقديم الرعاية التمريضية، وتوفير الرعاية التمريضية لمنع المشاكل الصحية، واستعادة وتحسين أدائها، وتعزيز الصحة المثلى والنمو. وهذا قد يتضمن تقديم الأدوية والعلاجات وغيرها من الإجراءات التي يحددها الطبيب المعتمد.
  • خدمات التغذية- الخدمات التي تساعد على تلبية الاحتياجات الغذائية للأطفال والتي تتضمن تحديد مهارات التغذية ومشاكل التغذية والعادات الغذائية وأفضلياتهم الغذائية.
  • العلاج المهني- الخدمات التي تتعلق بمهارات المساعدة الذاتية، والسلوك التكيفي واللعب والحسية والحركية والتطور الوضعي.
  • العلاج الطبيعي- الخدمات التي تمنع أو تقلل من صعوبات الحركة والمشاكل الوظيفية ذات الصلة.
  • الخدمات النفسية- إدارة وتفسير الاختبارات النفسية والمعلومات حول سلوك الطفل والظروف الأسرية المتعلقة بالتعلم والصحة العقلية والتطور وكذلك خدمات التنظيم بما في ذلك تقديم المشورة والتشاور وتدريب الوالدين وبرامج التعليم.
  • تنسيق الخدمات- شخص يعمل في شراكة مع الأسرة من خلال توفير المساعدات والخدمات التي تساعد الأسرة على التنسيق والحصول على حقوقهم في إطار برنامج التدخل المبكر والخدمات المتفق عليها في IFSP.
  • خدمات العمل الاجتماعي- إعداد تقييم لنقاط القوة الاجتماعية والعاطفية واحتياجات الطفل والأسرة، وتقديم الخدمات الفردية أو الجماعية من قبيل المشورة أو تدريب الأسرة.
  • التعليمات الخاصة- تشمل تصميم بيئات التعلم والأنشطة التي تعزز نمو الطفل، وتزويد العائلات بالمعلومات والمهارات والدعم لتعزيز وتحفيز نمو الطفل.
  • تقويم النطق واللغة- خدمات للأطفال ذوي التأخر في مهارات التواصل أو المهارات الحركية مثل ضعف العضلات حول الفم أو البلع.
  • خدمات الرؤية- التعرف على الأطفال الذين يعانون من اضطرابات بصرية أو تأخر وتقديم الخدمات والتدريب لهؤلاء الأطفال   (نقلا عن  Early intervention, early intervention program, early intervention services )



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير أخلاقيات المهنة لدى معلم التربية الخاصة

الفرق بين القانون والأخلاق د/ عبدالباقي عرفة