كتاب دمج ذوي الإعاقة 2020 " آليات الدمج في مرحلة رياض الأطفال من كتاب استراتيجية الدمج ط3 دار الرشد الرياض2020"

متطلبات الدمج في مرحلة رياض الأطفال: ذكرنا في لفصل الثاني من الكتاب عوامل وشروط نجاح الدمج من وجهة نظر كثير من الباحثين والخبراء والمراكز البحثية والامرات والندوات، ولكن فيما يخص الأطفال في مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي وليس مرحلة رياض الأطفال وفي الصفحات التالية سوف نتناول أهم متطلبات وعوامل نجاح الدمج في مرحلة رياض الأطفال: ومن أهم المتطلبات ما يلي : - وضع مرحلة رياض الأطفال في مكانها الصحيح من حيث أولويتها وأهميتها في تطبيق برامج الدمج قبل غيرها من المراحل - الذي يتأمل تجارب دول الاتحاد الأوربي والتي تصل إلى 27 تجربة ، قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي نلاحظ أن جميع الدول وضعت خطة للدمج تبدأ من مرحلة رياض الأطفال اعتمدت فيها على التشريعات والقوانين التي تؤيد برامج الدمج في الطفولة المبكرة ووضعت أولوية تدريب المعلمين قبل وأثناء الخدمة كأولوية لنجاح البرامج، اعتمدت على تهيئة البيئة المدرسية في مرحلة الروضة كأساس للدمج ، وضعت الدول أولوية التدخل المبكر وتعديل الاتجاهات وإعداد الكوادر وتوفير المتطلبات المادية والبشرية كأولوية لإنجاح الدمج مع أهمية التعاون بين الأسرة والمدرسة (الوكالة الأوربية https://www.europeanagency.org/projects ) ومن العوامل الأخرى - وضع خطة داعمة للانتقال بالطفل من السياق الأسري أو دور الحضانة إلي رياض الأطفال ثم الانتقال للحلقة الأولي من التعليم الأساسي. - إعادة هيكلة مؤسسات رياض الأطفال بما يتلاءم مع الفئات المختلفة التي يمكن استقبالها في إطار الدمج. - إعادة تأهيل المعلمين العاملين في المجال. تدريب المعلمات واختيار فئات جديدة لديها الرغبة للتعامل مع فئات ذوي الحقوق الخاصة في إطار الدمج ، فقد أثبتت العديد من الدراسات أن اتجاهات المعلمين وخبراتهم نحو الدمج تسهم في إحداث الانسجام بين الأطفال في رياض الأطفال، ويعد ذلك أحد أهم العوامل التي تسهم في تيسير عملية الدمج ، ومعلمة رياض الأطفال بما تملك من مهارات وإمكانات ومشاعر وأحاسيس تشكل جزءا هاما من عالم الطفل لدى مباشرتها العمل معه، وأن سلوك المعلمة يؤثر على نحو فعال وقوي في الجو الاجتماعي والانفعالي في حجرة النشاط كما يؤثر على العلاقات القائمة بين الأطفال وعلى سلوكيات الأطفال الأخلاقية والعلمية والمعرفية والاجتماعية والحركية ، فحب الأطفال للمعلمة وتأثرهم بها لا يعلوه حب ، ويؤكد على ذلك أيضا معظم الباحثين وعلماء النفس، حيث أنهم يرون بأن استفادة الطفل من مرحلة رياض الأطفال تعتمد على كفاءة المعلمة وشخصيتها، فهي العنصر الأهم في هذا المحيط لكونها القائد والموجه، فمهنة التعليم في هذه المرحلة تعد عماد المجتمع، وأساس لبنته الأولى، فالطفل يرى المعلمة مثله الأعلى الذي يحتذي به، فكلما حرصنا على حسن اختيار وتأهيل تلك المعلمة، وخاصة التي تغرس فيهم العادات الطيبة، والأخلاقيات الصالحة والاتجاهات البناءة، والتي تتميز بالتحمل والقدرة على الصبر حتى ترى التغيير والتعديل، كلما أدى ذلك لظهور جيل ومواطنين أكثر كفاءة (الخفاف، 2013) أي أن من متطلبات الدمج توفير وأعداد معلمة رياض أطفال متميزة ومؤهلة ولديها الاستعداد والدوافع للعمل في برامج الدمج . - تدريب مديرات الروضات علي إدارة مؤسسات رياض الأطفال في ضوء فلسفة الدمج، وكذلك استراتيجيات إدارة الأزمات وحل المشكلات. - وضع ميزانية مرنة لمؤسسات رياض أطفال. - ولما كان للبيئة الفيزيقية من أهمية بالغة في إطار الدمج، حيث تمثل علامة فارقة في خبرات الأطفال ذوي الحقوق الخاصة، فتصميم الفراغ البيئي يسهم في إتاحة فرص التفاعل والاندماج بين الأطفال بسهولة؛ لذا ينبغي: - تهيئة مباني رياض الأطفال لاستقبال الفئات المختلفة لذوي الحقوق الخاصة (في حدود الإمكانيات المتاحة يمكن توفير روضة – روضتين بكل إدارة تعليمية) وذلك من حيث: - توفير حجرات الأنشطة التي ينفذ فيها الدمج بالأدوار الأرضية بالروضة. - إنشاء مدخل وممشي عربات مسطح في كل روضة. - توفير أماكن للعب الخارجي مدعمة ببعض الأجهزة والألعاب المناسبة. - دعم قاعة اللعب الداخلي ببعض الأجهزة والألعاب التي تتلاءم وفئات الأطفال من ذوي الحقوق الخاصة. - دعم قاعات الأنشطة بطاولات وكراسي تتناسب وفئات ذوي الحقوق الخاصة. - توفير أجهزة الاستماع والكاسيت والتخاطب والسبورات التفاعلية. - توفير أجهزة الحاسب الآلي والبرمجيات الخاصة بمختلف فئات ذوي الحقوق الخاصة. - الاهتمام باللعب داخل الأركان مع ركن اللعب بالعرائس وركن اللعب الدرامي، لما لهما من أهمية تعليمية وعلاجية، فضلا عن إسهامهما في أخراج الشحنات الانفعالية لدي الأطفال. - الاهتمام بضبط الإضاءة داخل حجرات الأنشطة بحيث لا تكون مباشرة حتى يتسنى للأطفال خاصة ممن لديهم ضعف وفقدان السمع الرؤية الواضحة للغة الإشارة قبل المعلمة. - توفير أخصائي نفسي وأخصائي اجتماعي داخل كل روضة (ينطبق على الأطفال العاديين في النمو، وذوي الحقوق الخاصة). - دعم رياض الأطفال بأخصائي تخاطب (ينطبق على الأطفال العاديين في النمو، وذوي الحقوق الخاصة). - توفير الخدمات الصحية بوجود طبيب بكل مجمع مدرسي، فتشير الدراسات إلى أن الحياة الاجتماعية والأكاديمية للأطفال تتأثر باحتياجاتهم الصحية فأطباء الأطفال يقدمون خدمات دعم مهمة لذوي الحقوق الخاصة، حيث أنهم مشاركون رئيسون في أبداء وإسداء المشورة وإعطاء التقارير حول حالة الأطفال الصحية، كما أن شراكتهم مع الآباء لها دور مهم لتغطية كافة الحالات الصحية. (إيمان العربي ، 2012) ومن المتطلبات والمقترحات التي ذكرتها سحر الخشرمي في دراستها عن الدمج في رياض الأطفال في السعودية ما يلي بناءً على المعلومات التي خرجت بها الدراسة حول برامج الدمج في مرحلة رياض الأطفال في المملكة العربية السعودية فإن الدراسة توصي بما يلي وذلك للتقدم ببرامج الدمج وتحقيق التوسع في الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة: - ضرورة الاستفادة من إيجابيات وسلبيات برامج الدمج الرائدة في المملكة العربية السعودية قبل البدء في تطبيق برامج دمج جديدة. - البدء بالدمج مع أطفال لم يتم إلحاقهم مسبقاً بمدارس للتربية الخاصة لتجنب مشكلات عدم التكييف لدى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة عند الانتقال. - تزويد المدارس التي تطبق الدمج بدعم مادي وبشري كاف لدعم برامج الدمج. - دمج فئات محدودة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في كل روضة مع التوسع في إعداد الروضات التي تطبق الدمج في كافة أنحاء المملكة. - تهيئة المدارس التي تطبق الدمج علمياً وعملياً قبل البدء بتطبيق الدمج. - إعداد الأطفال العاديين وأسرهم في مرحلة رياض الأطفال لتقبل وجود أقران لديهم إعاقات معهم. - توفير فصول خاصة وغرف مصادر في مدارس رياض الأطفال لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة للاستفادة من الدمج. - توفير معلومات موثقة يتم تحديثها سنوياً حول برامج الدمج في مرحلة رياض الأطفال لدعم الباحثين والمهنيين في هذا المجال. - ضرورة تأهيل معلمات رياض الأطفال أثناء الدراسة الجامعية بكيفية التعامل مع الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة. ومن المقترحات كذلك - التركيز في برامج إعداد المعلمين والتخصصات التربوية والتعليمية في الجامعات -ولاسيما في المواد ذات الأنشطة العملية والتدريب الميداني على توجيه الطلبة وتوعيتهم وتطوير مواقفهم الإيجابية نحو الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. - تضمين الخطط الدراسية مواد ذات مضامين تهدف إلى تطوير كفاية الطلبة في التخصصات التعليمية للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وزيادة وعيهم بخصائص هؤلاء الأطفال وحاجاتهم التربوية والتعليمية. - إعداد المدارس التي يدمج فيها هؤلاء الأطفال وتوفير التسهيلات المادية والفتية فيها بما يضمن تلبية احتياجات هؤلاء الأطفال وزملائهم العاديين، لضمان نجاح عملية الدمج. - تبادل الخبرات والاستفادة من بعض التجارب الناجحة في عملية دمج هؤلاء الأطفال إن على المستوى المحلي أو العربي أو العالمي. من كتاب دمج ذوي الإعاقة واستراتيجية الدمج في مرحلة رياض الأطفال د/ عبدالباقي محمد عرفة سالم مكتبة الرشد البعة الثالثة 2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير أخلاقيات المهنة لدى معلم التربية الخاصة

الفرق بين القانون والأخلاق د/ عبدالباقي عرفة