الضغوط التي تواجه أسرة الطفل المعاق د/ عبدالباقي عرفة




مقال عن الضغوط التي تواجه أسرة الطفل المعاق 


أسرة الطفل المعاق تتعرض لضغوط مستمرة  ، وهذه الضغوط تتنوع وفق درجة ونوع الإعاقة ووفق ظروف الأسرة من الناحية الإقتصادية والإجتماعية والإيمانية والعبادية والثقافية وغيرها من النواحي ، ومن المتعارف عليه أن الأم أكثر عرضة للضغوط وذلك بطبيعة تكوينها وإنفعالتها الحادة وعاطفتها الجياشة وخوفها الدائم على أبنائها وخاصة من ذوي العوق ، وتختلف الضغوط من مرحلة عمرية إلى أخرى ومن مجتمع إلى أخر وكلما كانت المجتمعات متقدمة وتقدم لذوي الإعاقة الخدمات والرعاية الشاملة كلما قلت الضغوط على الأسرة بينما المجتمعات العربية بضعف ما تقدم من خدمات ورعاية تزداد حدة الضغوط على الأسرة وتكون حاجة الأسرة لوجود صلابة نفسية لمواجهة هذه الضغوط والحاجات أعلى وأكبر من غيرها ،وحيث تتعرض أسر المعاقين للكثير من الضغوط و الإحباطات بسب صعوبة توفير احتياجات أبنائهم المعاقين من ناحية ومن ناحية أخري بسبب العبء الاقتصادي والاجتماعي والنفسي والتأهيلي الذي تتحمله أسر المعاقين وبسبب عدم قدرة الأسر على الحصول على حقوق أبنائهم من المعاقين من ناحية ثالثة  ، ومن أصعب الضغوط التي تتعرض لها أسر المعاقين ، والمعاقين أنفسهم الضغط النفسي والذي  يفوق في تأثيره الضغط الاقتصادي والاجتماعي ، ولتقدير شدة الضغط النفسي الذي قد يعانيه  الفرد المعاق  لابد أن نأخذ بعين الاعتبار العوامل الآتية .
-         المدة الزمنية التي يستمر فيها الموقف الضاغط
-         مدي تحمل الأسرة للضغوط  
-         الصلابة النفسية التي تتمتع بها الأسرة ولها أسباب وعوامل 
-         تعدد المواقف الضاغطة وإستمرارها وشدتها 
-         
ومن  مصادر للضغوط التي يمكن أن  يتعرض لها المعاقون وأسرهم  التوقعات  الاحباطات ، والصراعات ، والمطالب الاجتماعية  واحتياجات المعاق وأسرته تسبب ضغط شديد وخاصة في حالة عدم القدرة علي إشباع الحاجات الملحة التي تتطلب الإشباع من قبل المجتمع ، وتتعرض اسر المعاق للكثير من الصراعات بين تحقيق راغبات وحاجات المعاق أو حاجات الأسرة المختلفة .

المشكلات والضغوط التي تتعرض لها اسر المعوقين :
 ومن المشكلات والضغوط التي تتعرض  لها اسر المعوقين والتي  فصلتها أدبيات التربية الخاصة ما يلي :
-         انعزال الأسرة عن الوسط الاجتماعي الداعم  والذي يتمثل في الأقارب والأصدقاء الذين يمكن أن يقدموا العون للأسرة والدعم النفسي لها ، ويترتب علي عزلة الأسرة شعور الوالدين بالاستنزاف والجهد الكبير بسبب عدم دعم الآخرين من خارج الأسرة لهم مما يجعل الوالدين أقل فاعلية في مسايرة الطفل المعوق وتلبية احتياجاته ويترتب علي ذلك أن تكون فرص التعلم للطفل محدودة في خارج نطاق الأسرة .
-         تطرف ادوار أفراد الأسرة وعزل الأدوار بين أعضاء الأسرة ، حيث يلقي عبء العناية بالطفل المعوق علي الأم التي تحتاج إلي مساعدة الأب والذي بدوره يميل  إلي العمل والبقاء خارج المنزل ، ويري إن دورة لا يشمل العناية المباشرة بالطفل  ويزداد الأمر صعوبة عندما يضطر الأب للعمل ساعات طويلة  خارج المنزل كي يوفر الحد الأدنى من متطلبات العيش ، وكذلك  فإن استنزاف جهود الأم  للعناية بالطفل المعوق يمكن أن يؤثر علي إشباع حاجات الأب والأخوة والأخوات داخل الأسرة فينشا عدم توازن في الأدوار مما يؤثر بالتالي علي الأسرة .
-         من حيث الجانب الاقتصادي فإن العناية بالطفل المعاق تعتبر مكلفة وتتطلب توفير أموال كثيرة قد لا تستطيع الأسرة تحملها ، وإذا كان  دخل الأسرة منخفضًا ، فإن ذلك سينعكس علي الخدمات التي يجب أن يتلقاها الطفل المعوق .
-         الخوف من المستقبل  من حيث رعاية الطفل  وخاصة في حالات الإعاقة الشديدة أو كون المعاقة أنثي  وليست ذكر .
-         صعوبة الحصول علي الخدمات المناسبة للطفل  وفي كثير من الأحيان لا يقتنع الوالدان بما يقدمه الاختصاصيون في المجالات المختلفة من خدمات
-          القلق والشعور بالذنب في حالة احتجاز الطفل في المشافي والمراكز الطبية والاجتماعية التأهيلية ، وشعور الوالدين بعدم القدرة علي مساعدة الطفل .
-         نقص مهارات العناية بالطفل المعوق  وشعور الوالدين بعدم القدرة علي التعامل مع الطفل مما يتطلب البحث عن المعلومات والتجارب الناجحة في التعامل مع الطفل .
عدم تمتع الأسرة بأوقات الفراغ بسبب الرعاية المتواصلة التي يجب توفيرها للطفل المعوق من قبل الأسرة . 


-        مراجع 

عبدالعزيز السرطاوي ،جميل الصمادي ،الإعاقات الجسمية ،2010،ص358
ايهاب الببلاوي : توعية المجتمع بالإعاقة ، دار الزهراء ،الرياض ،2014

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير أخلاقيات المهنة لدى معلم التربية الخاصة

الفرق بين القانون والأخلاق د/ عبدالباقي عرفة