هل المراهق من ذوي الإعاقة يفهم المقصود بالبلوغ أو المراهقة؟

هل المراهق من ذوي الإعاقة يفهم المقصود بالبلوغ أو المراهقة؟ قبل الحديث عن فهم المراهق للبلوغ أو المراهقة لابد أن نتعرف على الفرق بين البلوغ والمراهقة، البلوغ هو مظهر أو جانب من جوانب المراهقة ويختص بالنمو الجنسي أو النضج الجنسي أو نمو الأعضاء التناسلية وقدرتها على القيام بدورها في الحياة . البلوغ هو النمو الجنسي أما المراهقة فهي مظلة أشمل تشمل جميع مظاهر النمو الجنسي والفيسيولوجي والعقلي والاجتماعي والانفعالي وغيرها من مظاهر النمو وانتقال المراهق إلى هذه المرحلة من النضج لا يعني انتقاله من الطفولة إلى الشباب أو (المراهقة) إنما هو يتدرج في النمو، ويمكن إيضاح الفرق بين المراهقة والبلوغ فيما يلي: اشتقت كلمة مراهق من الفعل رهق بمعنى دنا واقترب، أي اقترب من البلوغ، فالمراهق من قرب الحلم ولم يحتلم بعد ( الفيروز آبادي ) وهو يوافق المعنى الإنجليزي Adolescence المشتق كذلك من فعل مقارب يعني الشخص الذي طور الترشيد ( من الرشد ) أي سيصل إلى الرشد ويمكن تعريف المراهقة في علم النفس النمو بأنه يعني المرحلة التي تبدأ بالبلوغ وتنتهي بدخول المراهق في مرحلة الرشد وفق المحكات التي يحددها المجتمع ، فالمراهقة بدايتها فسيولوجية ونهايتها اجتماعية ، يعني يتحول المراهق من كونه غير قادر على الإنجاب إلى شخص قادر على الإنجاب وتكوين أسرة ( عمر المفدى ، 2000، ص 296) " فالبلوغ يعني "بلوغ المراهق القدرة على الإنسال، أي: اكتمال الوظائف الجنسية عنده، وذلك بنمو الغدد الجنسية، وقدرتها على أداء وظيفتها"، أما المراهقة فتشير إلى "التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي". وعلى ذلك فالبلوغ ما هو إلا جانب واحد من جوانب المراهقة، كما أنه من الناحية الزمنية يسبقها، فهو أول دلائل دخول الطفل مرحلة المراهقة. ويشير ذلك إلى حقيقة مهمة، وهي أن النمو لا ينتقل من مرحلة إلى أخرى فجأة، ولكنه تدريجي ومستمر ومتصل، فالمراهق لا يترك عالم الطفولة ويصبح مراهقاً بين عشية وضحاها، ولكنه ينتقل انتقالاً تدريجياً، ويتخذ هذا الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه. وجدير بالذكر أن وصول الفرد إلى النضج الجنسي لا يعني بالضرورة أنه قد وصل إلى النضج العقلي، وإنما عليه أن يتعلم الكثير والكثير ليصبح راشداً ناضجاً. وعند الإجابة على فهم المراهق من ذوي الإعاقة للبلوغ أو المراهقة ، ربما لا يفهم المعاق ما يحدث له من تغيرات، وربما يتعرض لكثير من المواقف والمشكلات المتعلقة بالنمو الجنسي وهو لا يعي ما يحدث، وربما يحدث للفتاة كثير من المشاكل عند حدوث الدورة الشهرية لأول مرة وأحيانًا تدخل في نوبات من القلق والاكتئاب والخوف. فالطفل العادي يكتشف جسمه مبكرًا وربما يعرف الفرق بينه وبين البنت وربما يحاول ان يكتشف الفرق ويتعرف بل احيانا يتطلع ليعرف الفرق ، أما التوحدي يحدث عنده تأخر في اكتشاف الفرق بينه وبين البنت ، وربما يكون عدم وعي المراهق من ذوي الإعاقة بسبب ضعف في قدراته المعرفية ، ونقص في مهاراته التفاعلية والاجتماعية والحسية وكذلك ضعف ونقص في القدرة على التواصل اللفظي وتفهم الموضوعات التي يتحدث فيها أقرانه من المراهقين العاديين ، وربما يكون السبب ضعف الخبرة الحياتية والخبرة المكتسبة عن المهارات الحياتية ، " مما لا شك فيه أن سنوات المراهقة تسبب كثير من القلق للمراهق وأسرته ، هذا في حالة المراهق العادي سواء أكان من الذكور (الأولاد ) أو الإناث (البنات ) وإذا كان هذا القلق يصيب المراهق العادي وأسرته ، فما هو الواقع في حالة المعاق وخاصة إذا كان من ذوي التوحد بشقيها ذوي القدرات العالي وذوي القدرات المتدنية ،مرحلة المراهقة مزدحمة بالمشاكل والقضايا ، فمجرد بداية ظهور علامات البلوغ على المراهق أو المراهقة يبدوا أنه أكثر غضباً ، وأكثر عاطفة ، في بعض الأحيان . يمكن أن يكون الأمر أشبه بوجود طفل ضخم في المنزل - مخيف! ليس الأمر ممتعًا على الإطلاق " من كتاب عندما يتكلم التوحد مشكلات الطفولة والمراهقة قيد النشر https://raisingchildren.net.au/autism/development/sexual-development/sexuality-teens-with

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير أخلاقيات المهنة لدى معلم التربية الخاصة

الفرق بين القانون والأخلاق د/ عبدالباقي عرفة