معوقات البحث العلمي في الوطن العربي

د/ عبدالباقي محمد عرفة سالم 
رئيس وحدة البحث العلمي 

بكلية التربية بجامعة المجمعة

البحث العلمي هو الطريق الرئيس للتقدم والرقي والنهضة وهناك العديد من الأمثلة التي تؤكد أن نهضة الدول والمجتمعات مرتبط بالبحث العلمي ولنا في اليابان وماليزيا وكوريا وغيرها من الدول المتقدمة مثالا واضحا على دور وأهمية البحث العلمي
والعالم العربي وما يمر به من فترة تخلف وإنحطاط علمي وثقافي واجتماعي وسياسي واقتصادي ترجع في الأصل إلى تخلف البحث العلمي والتي يمكن إرجاعها إلى مايلي :
- عدم الإهتمام بالبحث العلمي بل وبالتعليم في بعض الدول العربية ولنا أن نتخيل أن ماتنفقه بعض الدول العربية على التسليح أضعاف أضعاف ما ينفق على البحث العلمي
- النظرة الدونية للبحث العلمي في الوقت الراهن
- عدم وجود خطط وسياسة واضحة للبحوث العلمية ودورها في النهضة في الدول العربية
- البعد الكبير بين الجانب النظري والجانب التطبيقي فهناك ألاف من الأبحاث ورسائل الدكتوراة والماجستير إنفق عليها مليارات الجنيهات وهي توضع على الرفوف وفي أدراج المكتبات ولا يتم تطبيقها على أرض الواقع في الوقت الذي تهتم به الدول المتقدمة بالربط بين البحث والمراكز التطبيقية من صناعة وزراعة وصحة وغيرها
- هجرة كثير من العقول البشرية من الدول العربية بحثا عن مكانا أفضل للبحث والعمل ولك أن تعلم أن دولة مثل مصر والعراق وغيرها هاجر منها مئات الألاف من العقول لأوربا وأمريكا وغيرها لعدم مناسبة البيئة العربية للبحث وهذه الهجرة ليست حديثا بل من أكثر من عشرات السنين بخلاف الهجرات الحالية
- ضعفالحرية الأكاديمية
- ضعف الدعم المقدم للبحث العلمي في المؤسسات والمراكز البحثية
- عدم توافر التجهيزات والمعدات والأدوات التي تساعد على عمل بحوث علمية تطبيقية تساعد في إحداث النهضة العلمية
- البحوث العلمية في العالم العربي أصبحت مرتبطة بالترقية من معيد إلى محاضر ماجستير ومن محاضر إلى مدرس رسالة دكتوراة ومن مدرس إلى أساذ مساعد بحث ترقية فقط
- ضعف البناء العلمي للباحثين في الدول العربية من الناحية اللغوية ومن الناحية الأكاديمية ومن الناحية الفكرية والتطبيقية
- الإنحدار الثقافي والإعلامي والحضاري والاهتمام بالفن والرياضة  على حساب الاهتمام بجانب البحث العلمي
- انشغال كثير من الباحثين بتحصيل لقمة العيش بدلا من الاهتمام بالبحث لضعف العائد المالي
- ضعف المؤسسات والجامعات العربية والدليل عدم إدراجها في التصنيفات الدولية بالمكانة اللائقة 
- صعوبة النشر العلمي في المجلات المتخصصة
- ومن المعوقات ضعف إنتاجية الباحث العربي حيث تشير  الدراسات الى ان انتاجية عشرة باحثين عرب توازي انتاجية باحث واحد في المتوسط الدولي (خالد سعيد 2015)
ومن خلال البحث في أكثر من عشرين دراسة وبحث عن معوقات ومشكلات البحث العلمي في الوطن العربي سواء على مستوى الدول أو الجامعات أو الكليات النظرية أو التطبيقية أو على مستوى مراكز البحوث يمكن أجمال أهم المعوقات فيما يلي 
-معوقات مادية تشمل الجانب الإقتصادي من حيث البيئة العلمية مقارتة بالمتوسط العالمي في الإنفاق على البحث العلمي كمؤشر من المؤشرات التي يؤذخ بها في تحديد مستوى البحث العلمي في المقارنة بين الدول أو في الإنفاق على البحث العلمي أو فيما يحصل عليه الباحثين من رواتب وحوافز ومكافات في سبيل إنجاز البحث العلمي 
- الجانب الاجتماعي والثقافي وتدني إهتمام كثير من القائمين على صنع القرار في الاهتمام بالبحث العلمي وإعلاء مكانة الباحثين ، وعلى المستوى الثقافي ضعف الاهتمام الثقافي بأهمية ودور البحث في الريادة والرقي 
- الجانب البشري من حيث ضعف الجوانب الأكاديمية للباحثين وعدم تأهيل الباحث بأوات ومهارات البحث نظرا لإنشغال الباحثين بأعمل وإهتمامات أخرى ولك أن تأخذ عينة من الباحثين وأساتذة الجامعة وترى الاهتمامات الشخصية ومدى الإهتمام بالبحث العلمي 
- الجوانب الإدارية والتنظيمية وما تمثلمة من بيرقراطية وعبء كمعوق في سبيل النهوض بالبحث العلمي 
الجوانب الإخلاقية وضعف التقييد بأخلاقيات البحث العلمي وأثر هذا الضعف في حدوث السرقات العلمية  والانتحال وعدم الاهتمام بحقوق الملكية الفكرية 
- الجوانب الأكاديمية ومنها الجهود فردية مبعثرة ينقصها فريق عمل بحثي 
-  والوساطة والمحسوبية ومنظومة التعليم تعتمد على التلقين أكثر من الإبداع 
- عدم التفرغ للبحث العلمي 
- عدم  وجود بيئة حاضنة للبحث العلمي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معايير أخلاقيات المهنة لدى معلم التربية الخاصة

الفرق بين القانون والأخلاق د/ عبدالباقي عرفة